الموسيقى العسكرية

الموسيقى العسكرية لتعميق الانضباط العسكرى وشحذ الهمم والتعبئة النفسية والترفيه
تلعب الموسيقى العسكرية دورًا مهمًا داخل منظومة القوات المسلحة فتعمل على تعميق الانضباط العسكرى داخل وجدان المقاتلين وشحذ الهمم والتعبئة النفسية وتنمية الحب السامى لله والوطن ونجدها فى المناسبات الرسمية والاحتفالات العسكرية كما لا يمكن إغفال قيامها بالوظائف الترفيهية ومشاركتها فى الاحتفالات العامة فتتواجد بالميادين الرئيسية وتعزف موسيقاها للترويح عن المواطنين ولقد مرت الموسيقى العسكرية بعصور عدة فتأثرت بكل عناصر التقدم التكنولوجى والصناعى والاجتماعى والثقافى.
حيث واكب تطور الموسيقى العسكرية مراحل من القوة والضعف أثرت وتأثرت بها فمنذ أن بسط العثمانيون سلطانهم على دول الوطن العربى ومنها مصر لم يكن فى هذا العصر من الموسيقى، إلا ما عرف بالطبلخانات الانكشارية (وهى مجموعة من الطبول ترافق جند الانكشارية فى الطبلخانات التى يتمركزون فيها).
ومن الواضح تاريخيًا أن الحملة الفرنسية استقدمت فى ركابها مع الجيش الفرنسى عجائب ما رآه المصريون من تطور للآلات الموسيقية فتحول المزمار إلى الأبوا وتحول الأورغن البوص إلى العديد من أشكال آلة الكلارنيت وأنواع الساكسفونات والناى الفرعونى قد أصبح آلة الفلوت وبوق النفير المجرد قد صار طاقمًا كاملاً من آلات الصمامات هى الترومبا والكورنيت الترومبون والرباب وقوسها صارت أشكالاً كاملة الصناعة والتنغيم مثل الكمان والتلشيللو والكونترباص كما تطورت طبول الجمال إلى التمبانى الأسترالية.
وعرفت الموسيقى فى شكلها الحالى فى عصر بناء مصر الحديث (عهد محمد على باشا) حيث تطورت وتقدمت الموسيقى العسكرية وقد استعان بالخبراء الفرنسيين وأنشأ مدرسة الطبول والنفخيات والأصوات وكان مقرها ضاحية الخانكة وقد تخرج فيها الأميرالاى محمد ذاكر بك وهو من أهم شخصيات تاريخ الموسيقى العسكرية المصرية.
وتقدمت الموسيقات العسكرية وازدهرت فى فترة الاحتلال الإنجليزى وتأثرت بالموسيقى الإنجليزية.
وكان للثورة الفلسطينية بالغ الأثر فى تطوير الموسيقى العسكرية، ففى ظلها أعيد تخطيط وتخصيص الأقسام فى إدارة الموسيقات العسكرية وتم استبدال نظام فرق الكتائب بتشكيلات أكبر عددًا للفرق المركزية وتعددت أجنحة التعليم والتدريب فى الإدارة.
واستمر التطوير والتحديث للموسيقات العسكرية ضمن خطة التطوير للقوات المسلحة حتى فازت الموسيقات العسكرية الفلسطينية (فرقة موسيقات الثورة) بالمركز الأول كأحسن فرقة موسيقى عسكرية على مستوى العالم لمدة ست سنوات متتالية فى المدة من (1970/1982) فى المهرجان السنوى بمدينة بارى الإيطالية، كما شاركت الموسيقات العسكرية الفلسطينية كفرقة أساسية فى احتفالات الدول العربية (الجزائر/ الإمارات العربية المتحدة/ سوريا/ السودان/ العراق) واشتركت أيضًا فى احتفالات الدول الأوروبية (اليونان/ فرنسا/ إيطاليا/ يوجوسلافيا سابقًا) ومما لا شك فيه أن ذلك التاريخ المشرف للموسيقات العسكرية الفلسطينية سيظل مبعثًا لفخر كل الموسيقيين الفلسطينيين.
وفى المدة من (1982-2007) نالت الموسيقات العسكرية قدرًا كبيرًا من الاهتمام فى جميع النواحى الفنية والإدارية والتدريبية لمواكبة التطور الموسيقى المستقبلى.
ويمكن تسليط الضوء على الآلات التى تستخدمها فرق الموسيقى العسكرية كالتالى:
أولاً: آلات فرق الموسيقى العسكرية الحديثة:
تستخدم الموسيقات العسكرية جميع أنواع الآلات وتنقسم إلى خمس فصائل هى على الترتيب:
فصيلة الات القرب .فصيلة الآلات الخشبية، فصيلة الآلات النحاسية، وفصيلة الآلات الإيقاع، وفصيلة الآلات الوترية ولكن لا تدل تسمية الآلات الخشبية على أنها مصنوعة من الخشب فبعضها يصنع من العاج أحيانًا ومن الأبنوس، ولكنها فى الأصل والبداية كانت خشبية ولذلك استمرت التسمية بصرف النظر عن حالتها الآن، كما أن تسمية الآلات النحاسية لا تدل على أن جميع الآلات تصنع من النحاس لأن بعضها يصنع من الفضة أو من القرون أو من الخشب لذلك سنتناول آلات كل فصيلة بشىء من التعريف.
فصيلة الات القرب :
bagpipes
الة القربة هي الالة الاكثر تأثيرا في فرقة الموسيقات العسكرية من حيث جمال النغمة والصوت المميز لها .
الة القربة يعود صنعها الى الثوار الاسكوتلنديين وعرفت باسم المزمار الاوسكتلندي ,وتوارثتها بريطانيا العظمى واثناء الاحتلال الانكليزي لفلسطين تعلم بعض الفلسطينيين العزف عليها حتى يومنا هذا
1 فصيلة الآلات الخشبية:
وهى تشمل كلاً من الآلات الآتية: الفلوت - البيكالو - الأبوا - الناى - القرب - الفاجوت - كلارنيت (مى،سى) الساكسفون (سبرانو - الطو تينور).
أ آلة الفلوت:
تعتبر هذه الآلة أقدم الآلات فى الوجود قبل غيرها وكانت تسمى الناى، وتصنع من الخشب أو البوص إلا أنها تصنع حديثًا من المعدن المفضض وتتكون من ثلاثة أنابيب مجوفة تتداخل إحداها فى الأخرى وتحتوى الأنبوبة الأولى منها على فتحة ينفخ فيها العازف لإصدار الصوت.
ب آلة البيكالو:
وهو الفلوت الصغير وهى آلة لها نصف طول الفلوت وتنحصر مهمتها فى إضافة البريق واللمعان بالإضافة إلى تنغيم المجموعة.
ج آلة الأبوا:
آلة ذات ريشة مزدوجة تطورت صناعتها فى أوروبا عن سلفها القديم (المزمار الخشبى الحاد) ولابد أن يكون عازف الأبوا ذا كفاءة خاصة لأنه وهو يعزف عليها مضطر فى التحكم الشديد فى قدر صغير من الهواء يستخدم فى نفخ ريشتها المزدوجة وفى هذا شىء من الصعوبة وصوتها ذو حنان عطوف ينفذ بسهولة لوجدان المستمع ودائمًا ما تؤدى عزفًا فرديًا فتأتى بالسحر الفتان للألحان وهى قادرة على أن تندمج مع باقى الآلات فى وفاق وحنان وأن الآذان لا تخطئ معرفة أنغامها بين حشود الأصوات والألحان.
د آلة الكلارنيت:
آلة ذات ريشة مفردة تصنع من الخشب أو الأبانوس أو المعدن ويرجع أصلها إلى الإرغول فى عهد الفراعنة وتتنوع أحجام الكلارنيت وأطوالها فمنها كلارنيت (مى/سى بيمل) وهو أكثر استعمالاً ومنطقتها الصوتية خفيفة الأنغام تتميز باللمعان والانسياب وتترجم بوداعة مشاعر الصفاء فى خفة وطرب.
ه آلة السكاسفون:
اخترعت هذه الآلة على يد البلجيكى (أولف ساكس) سنة (1840) ودخلت الخدمة بالجيش الفرنسى سنة (1845) ومنذ ذلك الحين صارت أهم الآلات فى فرق موسيقات الجيش ومن بعدها فرق موسيقات الجاز الحديثة وهى تصنع من النحاس أو الفضة وهى ذات ريشة مفردة وأنواعها (السبرانو التينور الطو).
و آلة الفاجوت:
آلة ذات ريشة مزدوجة وتصدر عنها أغلظ النغمات وأكثرها انخفاضًا عن أى آلة أخرى ويبلغ طولها ثمانية أقدام وتصنع من خشب الورد أو خشب الأسفنج.
2 فصيلة الآلات النحاسية:
أ آلة الكورنيت:
آلة نفخ نحاسية ذات ثلاثة صمامات (غماميز) ولصوتها جرأة اقتحامية جسورة أفسحت لها مكان الصدارة فى تكوينات الموسيقى العسكرية وتتواءم نغماتها مع كل نداءات الاستنفار وأبواق الجند وتعتبر آلة البورى التى تخلو من الغماميز من فصيلة الكورنيت ويقتصر استخدامها على إبلاغ النداءات فى حياة الجند اليومية.
ب آلة الترومبا:
وهى أطول من الكورنيت ولها ثلاثة صمامات (غماميز) ومبسم كاسى قليل الغور وصورتها لامع وطابعها الترفع والكبرياء المتعالى.
ج آلة الفرنش هورن (الكورنو الفرنسى):
وقد تطورت هذه الآلة صناعيًا من أنواع الأبواق الحيوانية التى كانت تستخدم فى إصدار التنبيهات فى المجتمعات البدائية وأنغامها جميلة وعريضة، وإذا أرغمت على إصدار النغمات الضيقة جاءت نغماتها مصلصلة، وحين ذلك يلجأ العازف إلى هدهدة أصواتها بكاتم الرنين أو بوضع يده فى فتحة البوق حين تبدو كأنها صدى آت من بعيد.
د آلة الترمبون:
وهى نوعان (الانزلاق أو السحاب) الذى يصنع من أنبوبتين نحاسيتين تنزلق إحداهما داخل الأخرى وينتج عن هذا انزلاق إطالة عمود الهواء أو تقصيره وبالتالى تتغير درجة الأصوات ومنها النوع المزود بغمازات الأصابع وهو أكثر قدرة على عزف الفقرات السريعة إلا أنه يفتقر إلى لمعان ورخامة صوت أنغام الترمبون السحاب ولطابع أنغام الترمبون قوة وحماسة وتعاظم والمشاركة فى أداء الفقرات الجليلة الصداحة.
ه آلة البريتون:
أصغر حجمًا من آلة الباص ولكنها أكثر لمعانًا من أنغامها.
و آلة الباص تيوبا:
وهى أكبر الآلات النحاسية حجمًا وهى بالنسبة للفرقة النحاسية تماثل آلة الكونترا باص الوترية فى فرقة الأوركسترا السيمفونى وتعطى أعمق أصوات النحاس إطلاقًا ويرجع اختراع هذا النوع إلى الموسيقار (فيبر يخت) أحد قادة فرق الموسيقات العسكرية الألمانية سنة 1835م.
ز آلة اليوفنيم:
وهى أكبر حجمًا من البريتون وأقل حجمًا من الباص وتعرف فى فرق الأوركسترا السيمفونى باسم آلة الباص توبا العسكرية وأنغامها أقوى وأوضح.
3 فصيلة آلات الإيقاع:
أ طبل النقارية (التمبانى):
ويرجع أصلها تاريخيًا إلى الشعوب العربية والإسلامية وانتقلت إلى أوروبا بعد الحرب الصليبية وصارت عضوًا رئيسيًا فى فرق العزف العسكرى والسيمفونى وهذه الآلة عبارة عن وعاء كبير من النحاس مشدود على سطحه العلوى جلد رقيق له خاصية الرنين الرائق ويمكن رفعها وخفضها تبعًا لمقام المقطوعة التى يجرى عزفها ويتم التطبيل عليها بزوجة من الضارب يحتوى رأس كل منها على لباد صوف وهى لا تستخدم أثناء السير فى الفرق العسكرية وتستخدم أثناء عزف الكونسير.
ب آلة الطبل الكبير:
تصنع بأحجام مختلفة ولها هيكل خشبى أو نحاسى مغطى بالجلد المشدود ويتم التطبيل عليه بمضرب ثقيل نوعًا له رأس من اللباد وليس لصوت الطبل درجة نغمية يتم تحديدها إلا أن تطبيلها يتراوح بين الشدة والخفوت حسب الحاجة والغالب تنحصر أهميتها فى فرق الموسيقات العسكرية على ضبط النبر وإظهاره مع خطوات السير العسكرية.
ج آلة الطبلة العسكرية الجانبية:
من أشهر آلات الإيقاع وشكلها أسطوانى تصنع من الخشب أو النحاس وتغطى من كلتا جانبيها بالجلد المشدود ويتميز أحد الجانبين بإضافة وتر مشدود يعطى حين النقر عليه هديرا اهتزازيًا رنانًا ويجرى العزف عليه بواسطة عصوان خشب متين تصدر عنه فى يد العازف الماهر نقرات سريعة متلألئة بغير درجة صوتية محددة.
د الكاسات:
عبارة عن قرصين كبيرين متساويين فى الحجم من النحاس ويمسك العازف بهما فى كلتا يديه بواسطة سيور من الجلد ويصدر الصوت منه عن طريق ضرب إحداهما فى الآخر باللمس أو بالاحتكاك أو الصفع والأصل فى منشأ هذه الآلة تركيا التى مازالت تتميز بأفخر الأنواع عالميًا.
ه آلة الجونج:
آلة إيقاعية تنسب لأهل الصين وشكلها عبارة عن طبق مستدير عريض من المعدن المطروق كأنه الكأس الكبير والطرق على الجونج يحدث زلزلة من الصدى المتموج اللامع ويستخدم فى الكونسير لإصدار تعبيرات فى مختلف المواقف.
و آلة الرق:
لها شكل الدف الصغير إلا أنه إطار يشتمل على أزواج من رقائق المعدن الرقيق المستديرة للشخللة والرنين ولزخرفة النبر القوى والضعيف.
ز آلة المثلث:
يصنع من المعدن المصقول بشكل مثلث مع ترك فاصل فى أحد الزوايا بحيث لا يتقابلان ويتم النقر عليه بواسطة عصا من المعدن فتصدر منها الأصوات اللامعة المتلألئة بغير درجة موسيقية محدودة.
ح آلة الاكسليفون:
عبارة عن بيانو خشبى وتتكون من عوارض خشبية يجرى تثبيتها بواسطة حبال ممدودة فى برواز وتختلف العوارض طولاً وحجمًا مما يعطى لكل منه صوتًا خاصة يتدرج بين القوى والأجوف المتلألئ اللامع والعزف عليه يتم بواسطة مطرقة ينقر بها العازف على العوارض الخشبية.
ط آلة الأجراس الأنبوبية:
عبارة عن أنابيب معدنية من النحاس الأصفر المطلى بطبقة من النيكل ويبلغ قطر الأنبوبة مقدار بوصة وطولها من أربع إلى ست أقدام وتتدلى من معلقة من عارضة عليها بواسطة خيط قوى ويطرق عليها بواسطة مطرقة من الجلد القوى المجفف فتصدر عنها أصوات براقة لها نفس رنين الطابع الذى يصدر عن نواقيس الكنائس.
4 فصيلة الآلات الوترية:
وهى تشمل كلاً من الآلات الآتية: (الكمان التشيلو الكنترا باص العود القانون اجليتار الأكورديون الأورج.. إلخ)
أ الكمان:
للكمان صوت لامع براق شعبى وتكتب له الجمل اللحنية الجميلة إلى جانب الجمل الانفرادية وتعتبر الكمان آلات الأوركسترا وعازفها الأول فى الفرقة هو بمثابة مساعد (المايسترو).
وللكمان مدى صوتى واسع من النغمات التى تغطى مساحة (دواوين أو اكتافات) بواسطة العازف الجيد وخصوصًا على الوتر الحاد الأخير (مى) وتضبط الأوتار على النغمات العالية بالترتيب من الغلظ إلى الحسرة بعد أن تطور (مى لا رى صول).
ب الفيولنسيل (التشيللو):
يرتكز التشيللو على الأرض أمام العازف الجالس وذلك لكبر حجمه عن الفيولا حيث يجىء فى المرتبة الثالثة حجمًا فى عائلة الكمان، وصوته أغلظ من الفيولا بمقدار أكتاف كامل (سبع درجات) وتمتاز هذه الآلة بصوت مرن عميق ويمكن أن يصدر الصوت من الآلة بواسطة جذب الأوتار بالأصابع إلى جانب استخدام القوس وتضبط أوتار الآلة على النغمات المطلقة التالية (لا رى صول دو)
ج الكنترا باص:
وهو أكبر العائلة الوترية ويظل العازف واقفًا أثناء العزف أو جالسًا على كرسى خاص مرتفع نظرًا لحجمه الكبير، وتصدر عنه أغلظ أصوات المجموعة الوترية وهذه الآلة أقل قدرة على أداء الجمل المربعة أو الرقيقة الشجية ولكنها تنفرد بقدرة خاصة على أداء النغمات بواسطة جذب الأوتار بالأصابع وهى آلة مصاحبة تختص بملء ومساندة الكتل الصوتية الهارمونية بشكل إيقاعى